زينب إسماعيل تكتب: ولكنه شهر العبادة ! 

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

أحوالنا

فرض الصيام في السنة الثانية بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، ومنذ هذا التاريخ وحتي يومنا هذا ظهرت عادات أسموها بالرماضانية  منها الإجتماعي الذي انقرض بعضه، ثم تجدد، ثم اختفي وظهر باشكال وانماط مختلفة خاصة فيما يتعلق بالعادات الإجتماعية خلال الشهر الكريم، مثل اجتماع الأسرة في منزل كبير العائلة الذي اختفي في أحيان كثرة ! وما زاد الطين بلة  تفشي وسيطرة مواقع السوشيال ميديا  التي إختزلت التواصل في كلمة أو صورة غالبا ما تكون مزيفة أو سد خانة، هنا تلقفت المقاهي "وهي علي كل لون " وتفننت في جذب الزبائن وأصبحت المكان البديل للمنزل لتجمع الشباب وأحيانا الأسرة، وأصبحت المقاهي الشعبية في السنوات الأخيرة من أبرز معالم الشهر الكريم ورفع روادها شعار" جاء شهر الأنس والفرفشة والشيشة".

الحقيقة التي لا ينكرها عاقل بعيدا "عن شهر رمضان وأيامه"، هي أن  المقاهي خاصة الشعيبة منها كان لها دورها عبرالتاريخ المصري ليس مجرد تجمعات لقضاء أوقات الفراغ وتناول المشروبات وخاصة القهوة، حيث أنها علي مر ألآيام أصبحت مكانا للنشاط السياسي والثقافي وبعضها تحول إلى رمز يفوح منه عبق التاريخ ، اليوم تحولت للشيشة وقضاء أوقات الفراغ لكن بزيادة وتحولت كل الدكاكين الي قهاوي وامتلأت الأرصفة بروادها، ومن هم بكل أسف هم شباب مصر! لانختلف أن المقهي ضرورة للباحث عن الراحة مع احتساء فنجان قهوة ولكن ومع انتشارها بهذه الصورة المرعبة فمن أي تعب يرتاح هؤلاء الشباب ؟ وأغلبهم يعتمد علي مصروف أبيه ! ويأتي في المرتبة الموازية بعد المقاهي وانتشارها، "المطاعم" التي تنامت بشكل منقطع النظير، وكان زائر مصر في الماضي  يبحث عن محل الكشري أو بائع الفول والطعمية ، اليوم زائرنا السوري واللبناني والسوداني وغيرهم من الجنسيا ت التي احتوتهم مصر لظروف بلادهم القاسية – جاءوا الينا بمشروعاتهم وعمت مصر مطاعمهم وللآسف الشديد إستراح أغلب شبابناعلي كراسي المقاهي يحتسون القهوة ويختبئون في النواصي مع الشيشة ! وللآسف تزداد يوما بعد يوم ايرادات القهاوي وأصبحت المطاعم هدفا لمعظم الآسر المصرية ! وكأن المصري أختصر حياته بين المقهي والمطعم !! ومن يعترض يقوم بجولة حقيقية في شوارع المحروسة ! نعود الي شهر الرحمة والغفران شهر القرآن الذي ارتبطت أيامه بالمقاهي ، لابد أن نتذكر ونعترض ونختشي  بعبارة واحدة ألا وهي " ولكنه شهر العبادة " .